سفيان بوفال .. الحلقة المفقُودَة في لقاء جزر القمر

حينما كان المنتخب الوطني المغربي يواجه استعصاءً في النَّفاذ إلى مرمى منتخب جزر القمر، يوم أمس السبت، ظهر أن رِجال الفرنسي هيرفي رونار كانوا في حاجة إلى لاعب مهاري بإمكانه إحداث الفارق بمراوغاته وفنِّياته، وتغيير مجرى المقابلة في لحظة واحدة. 

هذه الصِّفات لا تنطبق سوى على سفيان بوفال، جناح سيلتا فيغو الإسباني، والذي أثبت، غير ما مرة، أنه قادر بمَلَكَاته الفنية على اختراق أكثر الخطوط الخلفية صلابة ومناعةً، بفضل إجادته لعنصر المراوغة والتلاعب بالمدافعين، وقوته في وضعية "واحد ضد واحد" التي تُسعفه في صنع الفارق. 

ويجد هذا الحديث صداه في الماضي والذَّاكرة، لمَّا قاد صاحب الـ25 سنة منتخبه الوطني للفوز على الرأس الأخضر، شهر مارس من سنة 2016، ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2017، حيث نسج فاصلا مهاريا من المراوغات انتهى باصطياده ضربة جزاء انبرى لها يوسف العربي بنجاح. 

وبدا جليا أن "أسود الأطلس" عَازَتْهُم لمسة الإبداع والخَلْق في مقابلة الأمس، وهو ما اعترف به الربان الفرنسي الذي قال إن "اللاعبين افتقدوا الإبداع في المقابلة ولم يجدوا الحلول والمسالك المؤدية إلى المرمى"، مؤكداً أنه يتحمل النَّزر الأكبر من المسؤولية في ذلك. 

واعتمد "الثَّعلب" على خط أمامي مُكوَّن من نور الدين أمرابط ويوسف النصيري كجناحيْن ثم خالد بوطيب في مركز رأس الحربة، غير أنهم لم يكونوا قادرين على إظهار السلاسة في الانتقال بالكرة وتمريرها، بالنظر إلى "البروفايل" الخاص بهم باستثناء أمرابط وبعض محاولاته، فيما شغل مهاجم ليغانيس مركزاً لا يمكنه فيه التعبير عن نقاط قوته.

هذا واعتبر الكثيرون أن مدرب المنتخب الإيفواري سابقاً كان من الأجدر به استدعاء بوفال ضمن اللائحة الأخيرة لـ"الأسود"، بالنظر إلى ما يُقدِّمهُ هناك في الدوري الإسباني مع سيلتا فيغو، وبحكم انتفاء وغياب لاعب يُطابق مواصفاته داخل التركيبة البشرية الحالية للمنتخب الوطني، أي يحوز قدرات فنية هائلة ويُجيد المراوغات. 

بوفال المُعار إلى سيلتا فيغو قادماً من ساوثهامبتون الإنجليزي تعود آخر مقابلة خاضها مع المنتخب الوطني إلى شهر مارس المنصرم، وذلك أمام أوزبكستان، ليغيب منذ تلك المباراة عن الأسود، إذ لم يشارك في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.